موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري - ج ٦ - الصفحة ١٩٩
القرآن في حكمه. والسلام (1).
11 / 9 كلام الإمام في ذم أصحابه 2588 - الإرشاد - من كلامه (عليه السلام) حين رجع أصحابه عن القتال بصفين، لما اغترهم معاوية برفع المصاحف -: لقد فعلتم فعلة ضعضعت من الإسلام قواه، وأسقطت منته (2)، وأورثت وهنا وذلة. لما كنتم الأعلين، وخاف عدوكم الاجتياح، واستحر بهم القتل، ووجدوا ألم الجراح؛ رفعوا المصاحف ودعوكم إلى ما فيها ليفثؤوكم (3) عنهم، ويقطعوا الحرب فيما بينكم وبينهم، ويتربص بكم ريب المنون خديعة ومكيدة. فما أنتم إن جامعتموهم على ما أحبوا، وأعطيتموهم الذي سألوا إلا مغرورون. وأيم الله، ما أظنكم بعدها موافقي رشد، ولا مصيبي حزم (4).
2589 - وقعة صفين: جاء عدي بن حاتم يلتمس عليا، ما يطأ إلا على إنسان ميت أو قدم أو ساعد، فوجده تحت رايات بكر بن وائل، فقال: يا أمير المؤمنين! ألا نقوم حتى نموت؟ فقال علي: ادنه، فدنا حتى وضع أذنه عند أنفه، فقال: ويحك! إن عامة من معي يعصيني، وإن معاوية فيمن يطيعه ولا يعصيه (5).

(١) نهج البلاغة: الكتاب ٤٨، بحار الأنوار: ٣٣ / ٣٠٨ / ٥٨٨.
(٢) المنة: القوة (لسان العرب: ١٣ / ٤١٥).
(٣) فثأ الرجل: كسر غضبه وسكنه بقول أو غيره (لسان العرب: ١ / ١٢٠).
(٤) الإرشاد: ١ / ٢٦٨، بحار الأنوار: ٣٣ / ٥٠٩ / ٥٥٩؛ تاريخ الطبري: ٥ / ٥٦ عن جندب بن عبد الله، الكامل في التاريخ: ٢ / ٣٩٠، المعيار والموازنة: ٨٤ كلها نحوه.
(٥) وقعة صفين: ٣٧٩، بحار الأنوار: ٣٢ / ٥٠٣ / ٤٣٣؛ شرح نهج البلاغة: ٨ / 77.
(١٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 194 195 196 197 198 199 201 202 203 204 205 ... » »»
الفهرست