علي بن أبي طالب: أما بعد؛ فدع الحسد؛ فإنك طالما لم تنتفع به، ولا تفسد سابقة قدمك بشره نخوتك؛ فإن الأعمال بخواتيمها، ولا تمحق سابقتك في حق من لا حق لك في حقه، فإنك إن تفعل لا تضر بذلك إلا نفسك، ولا تمحق إلا عملك، ولا تبطل إلا حجتك. ولعمري ما مضى لك من السابقات لشبيه أن يكون ممحوقا؛ لما اجترأت عليه من سفك الدماء، وخلاف أهل الحق. فاقرأ سورة الفلق، وتعوذ بالله من شر نفسك؛ فإنك الحاسد إذا حسد!!! (1) 4 / 15 رسائل أخرى من الإمام إليه 2400 - الإمام علي (عليه السلام) - من كتاب له إلى معاوية -: فاتق الله فيما لديك، وانظر في حقه عليك، وارجع إلى معرفة مالا تعذر بجهالته؛ فإن للطاعة أعلاما واضحة، وسبلا نيرة، ومحجة نهجة، وغاية مطلبة، يردها الأكياس، ويخالفها الأنكاس؛ من نكب عنها جار عن الحق، وخبط في التيه، وغير الله نعمته، وأحل به نقمته.
فنفسك نفسك! فقد بين الله لك سبيلك. وحيث تناهت بك أمورك فقد أجريت إلى غاية خسر ومحلة كفر؛ فإن نفسك قد أولجتك شرا، وأقحمتك غيا، وأوردتك المهالك، وأوعرت عليك المسالك (2).
2401 - عنه (عليه السلام) - من كتاب له إلى معاوية -: أما بعد، فإن الدنيا مشغلة عن غيرها، ولم يصب صاحبها منها شيئا إلا فتحت له حرصا عليها ولهجا بها، ولن يستغني صاحبها بما نال فيها عما لم يبلغه منها. ومن وراء ذلك فراق ما جمع، ونقض ما