13 / 4 دخول الكوفة وبدء فتنة أخرى 2610 - تاريخ الطبري عن عمارة بن ربيعة - في صفة أصحاب الإمام (عليه السلام) -:
خرجوا مع علي إلى صفين وهم متوادون أحباء، فرجعوا متباغضين أعداء، ما برحوا من عسكرهم بصفين حتى فشا فيهم التحكيم، ولقد أقبلوا يتدافعون الطريق كله ويتشاتمون ويضطربون بالسياط. يقول الخوارج: يا أعداء الله! أدهنتم في أمر الله عز وجل وحكمتم! وقال الآخرون: فارقتم إمامنا، وفرقتم جماعتنا.
فلما دخل علي الكوفة لم يدخلوا معه حتى أتوا حروراء (1)، فنزل بها منهم اثنا عشر ألفا، ونادى مناديهم: إن أمير القتال شبث بن ربعي التميمي، وأمير الصلاة عبد الله بن الكواء اليشكري، والأمر شورى بعد الفتح، والبيعة لله عز وجل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر... ولما قدم علي الكوفة وفارقته الخوارج وثبت إليه الشيعة فقالوا: في أعناقنا بيعة ثانية؛ نحن أولياء من واليت، وأعداء من عاديت. فقالت الخوارج استبقتم أنتم وأهل الشام إلى الكفر كفرسي رهان؛ بايع أهل الشام معاوية على ما أحبوا وكرهوا، وبايعتم أنتم عليا على أنكم أولياء من والى وأعداء من عادى! فقال لهم زياد بن النضر: والله ما بسط على يده فبايعناه قط إلا على كتاب الله عز وجل وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله) ولكنكم لما خالفتموه جاءته شيعته فقالوا: نحن أولياء من واليت، وأعداء من عاديت، ونحن كذلك وهو على الحق والهدى، ومن خالفه ضال مضل (2).