وعندي السيف الذي أعضضته بجدك وخالك وأخيك في مقام واحد. وإنك والله - ما علمت - الأغلف القلب، المقارب العقل، والأولى أن يقال لك: إنك رقيت سلما أطلعك مطلع سوء عليك لا لك، لأنك نشدت غير ضالتك، ورعيت غير سائمتك، وطلبت أمرا لست من أهله ولا في معدنه، فما أبعد قولك من فعلك! وقريب ما أشبهت (1) من أعمام وأخوال! حملتهم الشقاوة وتمني الباطل على الجحود بمحمد (صلى الله عليه وآله)، فصرعوا مصارعهم حيث علمت، لم يدفعوا عظيما، ولم يمنعوا حريما، بوقع سيوف ما خلا منها الوغى، ولم تماشها الهوينى (2).
وقد أكثرت في قتلة عثمان، فادخل فيما دخل فيه الناس، ثم حاكم القوم إلي أحملك وإياهم على كتاب الله تعالى. وأما تلك التي تريد (3) فإنها خدعة الصبي عن اللبن في أول الفصال، والسلام لأهله (4).
2396 - عنه (عليه السلام) - من كتاب له إلى معاوية -: أما بعد؛ فان الدنيا حلوة خضرة، ذات زينة وبهجة، لم يصب إليها أحد إلا وشغلته بزينتها عما هو أنفع له منها، وبالآخرة أمرنا، وعليها حثثنا؛ فدع يا معاوية ما يفنى، واعمل لما يبقى، واحذر الموت الذي إليه مصيرك، والحساب الذي إليه عاقبتك، واعلم أن الله تعالى إذا أراد بعبد خيرا حال بينه وبين ما يكره، ووفقه لطاعته، وإذا أراد الله بعبد سوءا أغراه بالدنيا، وأنساه الآخرة وبسط له أمله، وعاقه عما فيه صلاحه.