فضله وصلاحه!
فقال: إن ابنك رجل صدق، ولكنك قد غمسته في هذه الفتنة (1).
2622 - مروج الذهب: دعا عمرو بصحيفة وكاتب، وكان الكاتب غلاما لعمرو، فتقدم إليه ليبدأ به أولا دون أبي موسى؛ لما أراد من المكر به، ثم قال له بحضرة الجماعة:
اكتب؛ فإنك شاهد علينا، ولا تكتب شيئا يأمرك به أحدنا حتى تستأمر الآخر فيه، فإذا أمرك فاكتب، وإذا نهاك فانته حتى يجتمع رأينا، اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما تقاضى عليه فلان وفلان، فكتب وبدأ بعمرو، فقال له عمرو: لا أم لك! أتقدمني قبله كأنك جاهل بحقه؟! فبدأ باسم عبد الله بن قيس، وكتب:
تقاضيا على أنهما يشهدان أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.
ثم قال عمرو: ونشهد أن أبا بكر خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله) عمل بكتاب الله وسنة رسول الله حتى قبضه الله إليه، وقد أدى الحق الذي عليه، قال أبو موسى: اكتب، ثم قال في عمر مثل ذلك، فقال أبو موسى: اكتب.
ثم قال عمرو: واكتب: وأن عثمان ولي هذا الأمر بعد عمر على إجماع من المسلمين وشورى من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ورضى منهم، وأنه كان مؤمنا، فقال أبو موسى الأشعري: ليس هذا مما قعدنا له، قال عمرو: والله لابد من أن يكون مؤمنا أو كافرا، فقال أبو موسى: كان مؤمنا، قال عمرو: فمره يكتب قال