واحتجاجا بالبينات. وتحذيرا بالآيات، وتخويفا بالمثلات، والناس في فتن انجذم فيها حبل الدين، وتزعزعت سواري اليقين، واختلف النجر (1) وتشتت الأمر، وضاق المخرج وعمي المصدر، فالهدى خامل والعمى شامل. عصي الرحمن، ونصر الشيطان، وخذل الإيمان، فانهارت دعائمه، وتنكرت معالمه، ودرست سبله، وعفت شركه. أطاعوا الشيطان فسلكوا مسالكه، ووردوا مناهله، بهم سارت أعلامه، وقام لواؤه في فتن داستهم بأخفافها (2)، ووطئتهم بأظلافها (3)، وقامت على سنابكها (4)، فهم فيها تائهون حائرون جاهلون مفتونون في خير دار وشر جيران. نومهم سهود وكحلهم دموع، بأرض عالمها ملجم وجاهلها مكرم.
[قال الشريف الرضي:] ومنها يعني آل النبي عليه الصلاة والسلام:
هم موضع سره، ولجأ أمره، وعيبة (5) علمه، وموئل (6) حكمه، وكهوف كتبه، وجبال دينه، بهم أقام إنحناء ظهره وأذهب ارتعاد فرائصه.
[قال شريف الرضي:] ومنها يعني قوما آخرين: