النفس، طاهر النقيبة، محمود السريرة، سليم القلب، مفعما بحب الله تعالى.
إن عمارا وما تحمله من مشاق وجهود في سبيل الدين وإرساء دعائم المجتمع الإسلامي الفتي صفحة مشرقة تتألق في التأريخ الإسلامي؛ فكان ذا بصيرة ثاقبة، ورؤية نافذة، وخطوات وطيدة، فقد كان يرى الشرك على حقيقته من بين ركام المكر والخديعة والظواهر المموهة بالإسلام والتوحيد. وكان يقف وقفة مهيبة أمام راية أهل الشام ويقول:
والذي نفسي بيده لقد قاتلت بهذه الراية مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثلاث مرات، وهذه الرابعة. والذي نفسي بيده لو ضربونا حتى يبلغوا بنا شعفات هجر لعرفت أن مصلحينا على الحق، وأنهم على الضلالة (1).
وهكذا كان وجود عمار في صفين باعثا على زهو البعض، ومولدا الذعر في نفوس البعض الآخر، ومثيرا للتأمل عند آخرين.
ولما علم الزبير بحضوره في معركة الجمل، طفق يتضعضع (2). وأراب وجوده في صفين كثيرا من أصحاب معاوية، وذلك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان قد قال له:
" تقتلك الفئة الباغية " (3)، وقال: " يلتقي أهل الشام وأهل العراق، وعمار في أهل