الحق تقتله الفئة الباغية " (1)، وقال: " ليس ينبغي لعمار أن يفارق الحق، ولن تأكل النار منه شيئا " (2)، وقال: " إذا اختلف الناس كان ابن سمية مع الحق... " (3).
وحاول الكثيرون أن يروا عمارا، ويسمعوا كلامه؛ كي يستزيدوا من التعرف على حقانية أمير المؤمنين (عليه السلام) من خلال كلام هذا الشيخ الجليل الفتي القلب...
الذي ينبع حديثه من أعماق قلبه، من أجل أن يتثبتوا من مواضع أقدامهم.
ولما تجندل ذلك الشيخ المتفاني ذو القد الممشوق، وتضمخ بدمه، وشرب كأس المنون... كبر ذلك على كلا الجيشين. ورأى مثيرو الفتنة ومسعروا الحرب ما أخبر به رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأم أعينهم، وإذ شق عليهم وصمة " الفئة الباغية " فلابد أن يحتالوا بتنميق فتنة أخرى وخديعة ثانية؛ ليحولوا دون تضعضع جندهم، وهذا ما فعله معاوية (4).
فقد إمامنا العظيم صلوات الله عليه أخلص أصحابه وأفضلهم، وقطع عضده المقتدر، واغتمت نفسه المقدسة وضاق صدره، فقال: رحم الله عمارا يوم أسلم،