وعمار لبنتين لبنتين، فغشي عليه، فأتاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فجعل يمسح التراب عن وجهه ويقول: ويحك يا بن سمية! الناس ينقلون لبنة لبنة، وأنت تنقل لبنتين لبنتين رغبة في الأجر! وأنت مع ذلك تقتلك الفئة الباغية.
فقال عمرو لمعاوية: أما تسمع ما يقول عبد الله!
قال: وما يقول؟ فأخبره.
فقال معاوية: أنحن قتلناه؟ إنما قتله من جاء به.
فخرج الناس من فساطيطهم وأخبيتهم يقولون: إنما قتل عمارا من جاء به.
فلا أدري من كان أعجب أهو أم هم (1).
2513 - الكامل في التاريخ: قد كان ذو الكلاع سمع عمرو بن العاص يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعمار بن ياسر: " تقتلك الفئة الباغية، وآخر شربة تشربها ضياح من لبن "، فكان ذو الكلاع يقول لعمرو: ما هذا ويحك يا عمرو؟
فيقول عمرو: إنه سيرجع إلينا.
فقتل ذو الكلاع قبل عمار مع معاوية، وأصيب عمار بعده مع علي. فقال عمرو لمعاوية: ما أدري بقتل أيهما أنا أشد فرحا؛ بقتل عمار، أو بقتل ذي الكلاع! والله لو بقي ذو الكلاع بعد قتل عمار لمال بعامة أهل الشام إلى علي (2).