موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري - ج ٦ - الصفحة ١٣٦
وعمار لبنتين لبنتين، فغشي عليه، فأتاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فجعل يمسح التراب عن وجهه ويقول: ويحك يا بن سمية! الناس ينقلون لبنة لبنة، وأنت تنقل لبنتين لبنتين رغبة في الأجر! وأنت مع ذلك تقتلك الفئة الباغية.
فقال عمرو لمعاوية: أما تسمع ما يقول عبد الله!
قال: وما يقول؟ فأخبره.
فقال معاوية: أنحن قتلناه؟ إنما قتله من جاء به.
فخرج الناس من فساطيطهم وأخبيتهم يقولون: إنما قتل عمارا من جاء به.
فلا أدري من كان أعجب أهو أم هم (1).
2513 - الكامل في التاريخ: قد كان ذو الكلاع سمع عمرو بن العاص يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعمار بن ياسر: " تقتلك الفئة الباغية، وآخر شربة تشربها ضياح من لبن "، فكان ذو الكلاع يقول لعمرو: ما هذا ويحك يا عمرو؟
فيقول عمرو: إنه سيرجع إلينا.
فقتل ذو الكلاع قبل عمار مع معاوية، وأصيب عمار بعده مع علي. فقال عمرو لمعاوية: ما أدري بقتل أيهما أنا أشد فرحا؛ بقتل عمار، أو بقتل ذي الكلاع! والله لو بقي ذو الكلاع بعد قتل عمار لمال بعامة أهل الشام إلى علي (2).

(١) الكامل في التاريخ: ٢ / ٣٨٢، تاريخ الطبري: ٥ / ٤١، البداية والنهاية: ٧ / ٢٧٠ كلاهما نحوه وزاد فيهما " فقال معاوية: إنك شيخ أخرق، ولا تزال تحدث بالحديث وأنت تدحض في بولك؟ " قبل " أنحن قتلناه؟ "، وقد وردت قضية عمار وبناء المسجد في صحيح البخاري: ١ / ١٧٢ / ٤٣٦ ومسند ابن حنبل: ٤ / ١١ / ١١٠١١ والمستدرك على الصحيحين: ٢ / ١٦٢ / ٢٦٥٣.
(٢) الكامل في التاريخ: ٢ / ٣٨١، البداية والنهاية: ٧ / ٢٦٨ عن الأحنف بن قيس؛ وقعة صفين: ٣٤١ عن عمر بن سعد وراجع المناقب للخوارزمي: 233 / 240.
(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 ... » »»
الفهرست