و (السلاح) بكسر السين معروف وهو آلة الحرب.
و (الجنة) بضم الجيم المجن، وقد مرت الإشارة إلى حقيقة معنى المادة.
و (موافاة) الدعوة كناية عن بلوغها لهم، وكذا اتيان الصرخة.
و (الكفاح) بالكسر استقبال العدو في الحرب بلا ترس ولا جنة، وفلان يكافح الأمور أي يباشرها بنفسه، وتقول: كفحته كفحا إذا استقبلته.
وفي حديث حسان: (لا تزال مؤيدا بروح القدس ما كافحت عن رسول الله) (1) أي دافعت عنه من المكافحة بمعنى المدافعة تلقاء الوجه، وفيه: (وكافحوهم في الحرب) (2) أي استقبلوهم لوجوهكم ليس دونها ترس ولا غيره، وكلمته كفاحا أي مواجهة من غير حجاب.
و (النخبة) كغرفة وبفتح الخاء أيضا المنتخب المختار، وقرئ النجبة أيضا بالجيم مع ضم النون وسكون الجيم وفتحها كهمزة بمعنى النجيب الكريم.
و (الخيرة) كعنبة المفضل من القوم المختار منهم، وقد مرت الإشارة إلى تفصيل معاني المادة.
والنخبة عطف على قولها (عليها السلام) (موصوفون) وكذلك الخيرة أي أنتم النخبة والخيرة، وهما إسمان يقعان على القليل والكثير، وانتخبت واختيرت مجهولان، وكون الأنصار منتجبين مختارين إنما هو من جهة نصرتهم النبي المختار حين هاجر إليهم ولذا سموا بالأنصار، والمراد مدح أصل نوعهم وجنس طائفتهم لا كل واحد واحد من أشخاصهم، فلا يضر كون بعضهم مذموما مقدوحا وعن قرب دار الله مردودا.
وقولها (عليها السلام): (قاتلتم العرب...) كأنه بيان وجه للجمل السابقة التي ذكرت في مقام المدح، فإن وجه مدحهم بما ذكر انهم قاتلوا العرب في نصرة النبي (صلى الله عليه وآله) وإعلاء كلمة الإسلام، وتحملوا الكد والتعب في مجاهدة