وهتافا - من باب ضرب - صاح به ودعاه، وهتفت الحمامة صوتت، وهتف به هاتف سمع وصوته ولم ير شخصه، وفي حديث حنين: (اهتف بالأنصار) (١) أي نادهم وادعهم، وفي حديث بدر: (فجعل يهتف بربه) (٢) أي جعل يدعوه ويناشده.
وقولها (عليها السلام): (ألفاكم) أي وجدكم، ومنه قوله تعالى: ﴿ألفوا آباءهم ضالين﴾ (٣)، وقولها (عليها السلام): (لدعوته) متعلق بقولها: (مستجيبين).
و (الغرة) بكسر الغين الاغترار والانخداع والغفلة من الغرور، ورجل غر وغرير أي غير مجرب غافل عن الدنيا وتقلباتها على أهلها، ويقال: غره أي أوقعه في غفلة فهو مغرور، واغتر بالشيء خدع به، واغتره أي أتاه على غفلة، والغرور:
الشيطان لأنه يغر الإنسان في الغفلة، ومنه قوله تعالى: ﴿ولا يغرنكم بالله الغرور﴾ (4) وكل ما يوجب الغفلة للإنسان فهو غرور، ولو كان هو التنعم وزينة الدنيا وغيرهما.
وفي الخبر: (المؤمن غر كريم، والمنافق خب لئيم) (5) أي المؤمن ليس بذي نكر فهو ينخدع لانقياده ولينه وهو ضد الخب، أي المؤمن المحمود من طبعه الغرارة، وقلة الفطنة للشر، وترك البحث عنه، وليس ذلك منه جهلا ولكنه كرم وحسن خلق.
وقوله تعالى: (ما غرك بربك الكريم) (6) أي أي شئ غرك في خالقك وخدعك وسول لك الباطل حتى عصيته، وإنما قال الكريم دون سائر صفاته تعالى وأسمائه تلقينا أن يقول: غرني كرمك يا كريم، والضمير المجرور في قولها (عليها السلام): (فيه) للشيطان.
و (ملاحظة) الشيء مراعاته، وأصله من اللحظ واللحاظ - بفتح اللام فيهما -