و (الإسفار) الإنكشاف يقال: أسفر الصبح إذا انكشف وأضاء، قال تعالى:
﴿والليل إذ أدبر * والصبح إذا أسفر﴾ (١) وأسفر الوجه إذا علاه جمال، والسفر كفرس بياض النهار وقطع المسافة أيضا كما سيجيء، وأسفرت المرأة وجهها وسفرته كشفته وأوضحته، يعدى ولا يعدى مجردا ومزيدا.
وسافر مسافرة خرج إلى السفر، وإطلاقه عليه بمناسبة الخروج من البيت والدار إلى الصحاري والقفار، أو الخروج إلى السفر أي بياض النهار، والسفرة طعام يصنع للمسافر.
والسافر الكاتب لأنه يبين الشيء ويوضحه، ومنه قوله تعالى: ﴿بأيدي سفرة * كرام بررة﴾ (2) ومنه السفر للكتاب لأنه المكتوب الذي يوضح فيه الأسرار، وقيل: السفرة جمع السافر من السفير الذي يمشي بين القوم ويصلح أمرهم من السفارة بمعنى الرسالة، إذ هم أي الملائكة الكرام سفراء بين الله ورسله العظام.
وهو أيضا يرجع إلى معنى الإظهار إذ الرسول يوضح الأسرار، ويرفع الأستار، والسافر المسافر أيضا وهو قليل وجمعه السفر كصاحب وصحب، ومنه قوله (صلى الله عليه وآله) لأهل مكة عام الفتح: (يا أهل البلد صلوا أربعا فإنا سفر) (3).
قال في الصحاح: سفرت أسفر سفورا خرجت إلى السفر، فأنا سافر ونحن قوم سفر (4) وفي الحديث: (أسفروا بالفجر فإنه أعظم للأجر) (5) أي صلوا صلاة الفجر سفرين أو طولوها إلى الاسفار.
و (المحض) بفتح الميم وسكون الحاء الخالص الذي لا يشوبه شئ، وفي