أثباجها) (١)، الأثباج جمع ثبج بالمعنى المذكور والضمير للمجاز، والمراد معظم مياه البحار، وأصل الثبج هو ما بين الكاهل إلى الظهر.
والمراد بثبج المشركين معظم جماعاتهم عددا وعددا، أو المراد أعاظمهم ورؤساؤهم أي أن النبي (صلى الله عليه وآله) أضرب عن طريقتهم، وضربهم عن آخرهم على مناخرهم فأهلكهم وقمعهم وصرعهم وصرمهم.
و (الأكظام) جمع الكظم - بالتحريك - وهو مخرج النفس من الحلق، وكظم الغيظ كظما - بالسكون - تجرعه واحتمل الصبر عليه وهو قادر على إمضائه، كأنه يدخله من مخرج نفسه إلى صدره فلا يظهر أثره، وقوله تعالى: ﴿والكاظمين الغيظ﴾ (2) أي الحابسين غيظهم المتجرعينه.
وفي الحديث: (من كظم غيظا أعطاه الله أجر شهيد) (3) قيل: وظاهره ينافي ما اشتهر من أن أفضل الأعمال أحمزها، وربما يجاب بان الشهيد وكل فاعل حسنة أجره مضاعف بعشر أمثاله للآية، فلعل أجر كاظم الغيظ مع المضاعفة مثل أجر الشهيد لا بدونها.
وفي حديث علي (عليه السلام): (لعل الله يحدث (4) أمر هذه الأمة ولا يؤخذ بأكظامها) (5) والمراد من الأخذ بالأكظام تضييق الأمر عليهم كما يضيق الأمر على الإنسان عند الأذ بمخرج نفسه، ومنه الحديث: (له التوبة ما لم يؤخذ بكظمه) (6) أي خروج نفسه وانقطاع نفسه.
والمراد من الفقرة الشريفة أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان شديدا صلبا في أمر الدين، لا يبالي بكثرة المشركين، ولا يداريهم في أمر الدعوة إلى كلمة الإسلام