فرعون بجنوده) (١) أي لحقهم، و ﴿فأتبعه شهاب ثاقب﴾ (٢) أي لحقه وأصابه واتبعه أيضا بمعنى تبعه، كقوله تعالى: ﴿فأتبع سببا﴾ (٣) أي تبع سببا، ومنه الإتباع في الكلام مثل حسن بسن وقبيح شقيح، وهو سماعي لا ميزان له.
وأتبعت زيدا عمروا أي جعلته تابعا له فتبعه فهو تابع وتبيع، والتبيع أيضا الذي يتبعك بحق ليطالب به، والتبعة ما يتبع المال من نوائب الحقوق، وهو من تبعت الرجل بحقي.
وفي حديث الدعاء: (تابع بيننا وبينهم بالخيرات، أو على الخيرات) (٤) أي اجعلنا نتبعهم على ما هم عليه، وفي حديث أبي واقد: (تابعنا الأعمال فلم نجد فيها أبلغ من الزهد) (٥) أي عرفناها وأحكمناها، يقال للرجل إذا أتقن الشيء وأحكمه: قد تابع عمله.
و (اتباعه) في الفقرة فاعل القائد أي ان اتباع القرآن يقود تابعه إلى الرضوان، ويجوز قراءته على إفعال جمع تابع، ونصبه مفعولا للقائد، ويكون فاعله ضميرا راجعا إلى القرآن، لكن الظاهر بل المتعين هو الأول.
و (المؤدي) اسم فاعل من قولهم: أدى الأمانة إلى أهلها، أو الدين إلى صاحبه ومستحقه يؤدي تأدية كتبصرة، وأداء كسلاما من سلم، وأداء ككذابا من كذب أي ردهما.
وقد يستعمل أداء وتأدية اسم مصدر ويقال: أدى إليه الخبر أي أنهاه إليه فتأدى الخبر أي انتهى، والحاصل في الجميع معنى الإيصال، قال تعالى: ﴿وأداء إليه باحسان﴾ (6) أي ايصال.