- إلى قوله - وكذلك نجزي المحسنين).
ثم سكت وقال للحجاج اقرأ ما بعده، فقرأ: (وزكريا ويحيى وعيسى) (1) فقال سعيد: كيف يليق هاهنا عيسى، قال: انه كان من ذريته، قال: إن كان عيسى من ذرية إبراهيم (عليه السلام) ولم يكن له أب، بل كان ابن بنته فنسب إليه مع بعده، فالحسن والحسين (عليهما السلام) أولى أن ينسبا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) مع قربهما منه، فأمر له بعشرة آلاف دينار، وأمر بأن يحملوا ما معه إلى داره، وأذن له في الرجوع.
قال الشعبي: فلما أصبحت قلت في نفسي: قد وجب علي أن آتي هذا الشيخ فأتعلم منه معاني القرآن، لأني كنت أظن اني أعرفها فإذا أنا لا أعرفها، فأتيته فإذا هو في المسجد وتلك الدنانير بين يديه يفرقها عشرا عشرا ويتصدق بها، ثم قال:
هذا كله ببركة الحسن والحسين (عليهما السلام)، لئن كنا أغممنا واحدا لقد أفرحنا ألفا وأرضينا الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) (2).
ويدل على ذلك أيضا ما في الخبر النبوي (صلى الله عليه وآله) للحسنين (عليهما السلام): ابناي هذان امامان قاما أو قعدا (3).
وقوله (صلى الله عليه وآله) للحسن (عليه السلام): ابني هذا سيد (4).
وقوله (صلى الله عليه وآله) أيضا في الحسين (عليه السلام): لا تزرموا ابني، أي لا تقطعوا عليه بوله (5) لما بال في حجره وأراد بعض نسائه - وهي أم سلمة كما في بعض الأخبار - أن ترفعه من حجره.