وظهروا من آثار ظهورهم، وفي بعضها انهم خلقوا من شعاع أجسامهم (1). فيكون الأنبياء من جملة شيعتهم وأشعتهم.
ولا شك ان أول ما يخلق من الانسان هو عقله، كما ورد ان أول ما خلق الله العقل (2)، فان هذا المعنى كما أنه منطبق على العالم الكبير بالنسبة إلى العقل الكلي، كذلك على العالم الصغير بالنسبة إلى العقل الجزئي، فيكون حينئذ عقول الأنبياء مخلوقة من أشعة أجسامهم الشريفة، لا أن عقولهم من أشعة عقولهم مثلا، وأجسامهم من أشعة أجسامهم مع كون أجسامهم من سنخ الأجسام البشرية لا من غير هذا السنخ كما هو مبنى الوجه الأول، فان ذلك يستلزم وجودهم في عالم الأجسام قبل أجسام الأنبياء (عليهم السلام)، وهذا خلاف الظاهر في الأنظار، وإن أمكن فرضه بنوع من الاعتبار.
وبالجملة ولما كان المنافقون يزعمون جهلا أو تجاهلا في حق آل الله وآل رسول الله (صلى الله عليه وآله) انهم ليسوا من جنس طينة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، بل جعلوهم من جنس سائر الرعية، والتزموا أمرين في