فلما جرى العقد هزت السماوات من السرور والبهجة والحبور، وفرح أهل السماوات بهذه المعاقدة، وبارك الله وبارك الملائكة وسكان الجنة بأمر الله سبحانه على عقد علي وفاطمة، ومن بركة الله سبحانه أن جعل من نسلهما الذرية الطاهرة.
وفي خبر آخر أنه لما جرى العقد نادى المنادي من جانب الله سبحانه: يا ملائكتي وسكان جنتي بركوا على تزويج علي وفاطمة فقد باركت عليهما، فقال راحيل: فأي بركة أعظم من كرامتك إياهما وشيعتهما بالجنة وهم في الحياة الدنيا؟
قال تعالى: يا راحيل من بركتي عليهما اني جبلتهما على محبتي، وجعلت من نسلهما أئمة يدعون إلى ديني، وهم حجتي على خلقي إلى يوم القيامة (1).
قال جبرئيل: ثم نسخت الكتابة في قطعة من حرير مختومة بخواتيم الملائكة، وهاهي هذه نزلت بها إليك، وأمرني الله تعالى أن أعرضها عليك، ثم أختمها بالمسك الأذفر، وأجعلها وديعة عند رضوان خازن الجنة - وروي أنها كانت قطعة حرير مطوية من حرائر الجنة -.
فوضعها جبرئيل في يد رسول الله، فنشرها النبي المحبور، فإذا فيها سطر مكتوب بالنور: ((إن الله تعالى اطلع على الأرض فاختار منهم عليا وزوجه بنتك فاطمة، وهو أخوك في الدين وابن عمك في النسب)).
ثم قال جبرئيل: وأمرني الله تعالى أن أقول لك أن تزوج فاطمة من علي، وتبشرهما بولدين زكيين طاهرين نجيبين خيرين فاضلين في الدنيا والآخرة، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي فها أنا أريد أن أعمل بما أمر الله به في تزويج فاطمة، فقال علي (عليه السلام): يا رسول الله قد بلغ أمري إلى أن يذكرني الله في الملأ الأعلى، ويجري حديثي في الجنة، ويزوجني فاطمة في حضور الملائكة.
قال النبي (صلى الله عليه وآله): يا علي إذا أكرم الله وليه أعطاه مالا عين