لكونها تحطم السيوف أي تكسرها، أو انها كما قيل الدرع العريضة الثقيلة، وقيل:
هي منسوبة إلى بطن من عبد القيس يقال له حطمة بن محارب، كانوا يعملون الدروع.
وفي رواية أخرى أن صداقها كان درعا حطمية، واهاب كبش أو جدي، كانا يفرشانه وينامان عليه (1)، وفي بعضها ان مهرها كان برد جرد واهاب شاة (2)، وفي الرواية المشهورة أن صداقها كان خمسمائة درهم، وعليه ما ورد في خبر تزويج أبي جعفر الثاني أنه قال: إن محمد بن علي بن موسى يخطب أم الفضل بنت عبد الله المأمون، وبذل لها من الصداق مهر جدته فاطمة (عليهما السلام)، وهو خمسمائة درهم جياد (3).
وهو الأصح المشهور، وهو يومئذ خمسون دينارا من حيث القيمة، إذ كان كل درهم يومئذ عشر المثقال الشرعي الذي هو الدينار الشائع في هذه الأزمنة، ولعل هذا المبلغ كان قيمة الدرع المذكورة في أكثر الأخبار المأثورة، والظاهر دخول الدرع في الصداق على أي تقدير كان، سواء كانت وحدها أو مع شئ آخر، والاختلافات في القدر إنما هي بملاحظة حالة القيمة.
هذا كله هو حال المهر بحسب الظاهر، وأما في الباطن فورد أنه لما زوج رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا فاطمة دخل عليها وهي تبكي، فقال لها: ما يبكيك؟ فوالله لو كان في أهل بيتي خير منه زوجتك إياه، وما أنا زوجتك ولكن الله زوجك وأصدق عنك الخمس ما دامت السماوات والأرض (4).
وفي رواية أخرى: ان الله أصدقها طوبى وهي شجرة في بيت علي (عليه السلام) (5)، وفي خبر آخر: إن مهر فاطمة شجرة طوبى والخمس إلى يوم