الثرى من دموعه، ثم أقبل علينا فقال: (إخواني لمثل هذا فأعدوا) (1).
وروى أبو أحمد الحاكم في (الكنى) عن عمران بن حصين - رضي الله تعالى عنهما - قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا تبع جنازة علاه كرب، وأقل الكلام، وأكثر حديث نفسه) (2).
وروى أبو يعلى - بسند صحيح - عن عقبة بن عامر - رضي الله تعالى عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (لأن أجلس على جمرة تحرق ثوبي ثم تحرق جلدي، أو أخصف نعلي بيدي، أحب إلي من أن أطأ قبر رجل منكم، وما أبالي وسط السوق قضيت حاجتي، أو وسط القبور)، ورواه ابن ماجة عن عمرو بن حزم (3).
وروى الإمام أحمد، والترمذي، وابن ماجة، عن عثمان - رضي الله تعالى عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (ما رأيت منظرا إلا والقبر أفظع منه) (4).
وروى الإمام أحمد، عن أبي بكرة، والطبراني، عن أبي أمامة، والإمام أحمد برجال الصحيح، عن أبي هريرة، والطبراني، وابن عمر، والإمام أحمد عن يعلى بن سيابة) (5).
وروى الشيخان عن علي - رضي الله تعالى عنه - قال: (كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقعدنا حوله، ومعه مخصرة) (6).
وروى الشيخان، عن البراء بن عازب - رضي الله تعالى عنه - قال: (خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى جنازة، فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على القبر، وجلسنا حوله، كأن على رؤوسنا الطير) (7) والله أعلم.
الثامن: في أمره - صلى الله عليه وسلم - أهله أن يصنعوا طعاما لمن مات لهم ميت، وسيرته في التعزية.
وروى الإمام أحمد، وابن ماجة، عن أسماء بنت عميس - رضي الله تعالى عنهما - (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما جاءه نعي جعفر خرج إلى أهله، فقال: (إن آل جعفر قد شغلوا بشأن