سألت وحرصت على أن أجد أحدا من الناس يخبرني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى سبحة الضحى فلم أجد أحدا يحدثني بذلك غير أم هانئ بنت أبي طالب، أخبرتني: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى بعد ما ارتفع النهار يوم الفتح، فأتي بثوب فستر عليه فاغتسل، ثم قام فركع ثماني ركعات لا أدري أقيامه فيها أطول، أم ركوعه، أم سجوده؟ وكل ذلك منه متقارب قالت فلم أره سبحها قبل ولا بعد) (1).
وروى أبو الحسن بن الضحاك، فقال: هذا غريب لم يرو عن عائشة فيما يقال إلا من هذا الوجه عن رميثة قالت: (بت عند عائشة أم المؤمنين - رضي الله تعالى عنها - فلما أصبحت اغتسلت، ودخلت بيتا، وأجافت الباب دوني، فقلت: يا أم المؤمنين إنما أقمت عندك لهذه الساعة، فقالت: أدخلني فقامت فصلت ثمان ركعات ما أدري أقيامهن أطول أم ركوعهن، أم سجودهن؟ فلما سلمت، قالت: يا رميثة إنني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصليهن فلو نشدني أبواي على تركهن ما تركتهن).
الثاني: فيما ورد أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يصلها.
روى الإمام أحمد، وأبو يعلى، من طريق عبد الله بن رواحة (2)، عن أنس بن مالك - رضي الله تعالى عنه - (أنه لم ير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى الضحى قط، إلا أن يخرج في سفر أو يقدم من سفر) (3).
وروى الإمام أحمد - برجال ثقات - عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - قال: (ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى الضحى إلا مرة) (4).
وروى الطبراني ورجاله ثقات، عن أبي أمامة أن سهل بن حنيف قال: (أول من صلى الضحى رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكنى أبا الزوائد) (5).
وروى البزار ورجاله موثقون، وفي بعضهم كلام لا يضر عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - قالت: (ما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الضحى إلا يوم فتح مكة) (6).