منهم عراة وموتى في ثيابهم * منها الجديد ومنها الأزرق الخلق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي بعثني بالحق لقد آمن قس بالبعث ".
وأصله مشهور، وهذه الطرق على ضعفها كالمتعاضدة على إثبات أصل القصة.
وقد تكلم أبو محمد بن درستويه على غريب ما وقع في هذا الحديث، وأكثره ظاهر إن شاء الله تعالى، وما كان فيه غرابة شديدة نبهنا عليه في الحواشي.
وقال البيهقي: أنبأنا أبو سعد (1) سعيد بن محمد بن أحمد الشعيثي، حدثنا أبو عمرو ابن أبي طاهر المحمد أباذي لفظا، حدثنا أبو لبابة محمد بن المهدى الأبيوردي (2) حدثنا أبي ، حدثنا سعيد بن هبيرة، حدثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أنس بن مالك قال:
قدم وفد إياد على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما فعل قس بن ساعدة؟ قالوا هلك.
قال: أما إني سمعت منه كلاما ما أرى أنى أحفظه. فقال بعض القوم نحن نحفظه يا رسول الله. قال: هاتوا. فقال قائلهم: إنه وقف (3) بسوق عكاظ فقال: يا أيها الناس استمعوا، واسمعوا وعوا، كل من عاش مات، وكل من مات فات، وكل ما هو آت آت، ليل داج، وسماء ذات أبراج، ونجوم تزهر، وبحار تزخر، وجبال مرساة (4) وأنهار مجراة (4) إن في السماء لخبرا، وإن في الأرض لعبرا، أرى الناس يموتون ولا يرجعون، أرضوا بالإقامة فأقاموا، أم تركوا فناموا؟! أقسم قس قسما بالله لا آثم فيه، إن لله دينا هو أرضى مما أنتم عليه ثم أنشأ يقول:
في الذاهبين الأولين * من القرون لنا بصائر لما رأيت مصارعا * للقوم ليس لها مصادر ورأيت قومي نحوها * يمضى الأكابر والأصاغر