غمار هم وسمع أبا سفيان يقول يا معشر قريش ليتعرف كل امرئ منكم جليسه قال حذيفة فأخذت بيد جليسي وقلت من أنت فقال أنا فلان، ثم قال أبو سفيان يا معشر قريش انكم والله ما أصبحتم بدار مقام ولقد هلك الكراع والخف وأخلفتنا بنو قريظة ولقينا من هذه الريح ما ترون ما يستمسك لنا بناء ولا تثبت لنا قدر ولا تقوم لنا نار فارتحلوا فانى مرتحل ووثب على جمله فما حل عقال يده إلا وهو قائم، قال حذيفة ولولا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إذ بعثني ان لا أخذت شيئا لقتلته بسهم ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند رحيلهم فوجدته قائما يصلى فأخبرته فحمد الله وسمعت غطفان بما فعلت قريش فانشمروا راجعين إلى بلادهم. وروينا من طريق البخاري فثنا محمد بن كثير قال أنا سفيان عن محمد ابن المنكدر قال سمعت جابرا يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب من يأتينا بخبر القوم فقال الزبير أنا ثم قال من يأتينا بخبر القوم فقال الزبير أنا ثم قال من يأتينا بخبر القوم فقال الزبير أنا ثم قال إن لكل نبي حواري وان حواريي الزبير. كذا وقع في هذا الخبر، والمشهور أن الذي توجه ليأتي بخبر القوم حذيفة بن اليمان كما روينا عنه من طريق ابن إسحاق وغيره قال يعنى النبي صلى الله عليه وسلم من رجل يقوم فينظر لنا ما فعل القوم ثم يرجع يشترط له رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجعة أسأل الله أن يكون رفيقي في الجنة فما قام رجل من القوم من شدة الخوف وشدة الجذع وشدة البرد فلما لم يقم أحد دعاني فلم يكن لي بد من القيام حين دعاني فقال يا حذيفة اذهب فادخل في القوم. وذكر الحديث. وذكر ابن عقبة ومحمد بن عائذ خروج حذيفة إلى المشركين ومشقة ذلك عليه إلى أن قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم قم فحفظك الله من أمامك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك حتى ترجع إلينا فقام حذيفة مستبشرا بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه احتمل احتمالا فما شق عليه شئ مما كان فيه، وعند ابن عائذ فقبض حذيفة على يد رجل عن يمينه فقال من أنت قال أنا معاوية بن أبي سفيان وقبض على يد آخر عن يساره فقال من أنت فقال أنا فلان وفعل ذلك خشية أن يفطن له فبدرهم بالمسألة. وقد روينا في خبر نعيم بن مسعود غير ما ذكرناه. وقال صلى الله عليه وسلم حين أجلى الأحزاب الآن نغزوهم ولا
(٤٥)