على ذلك واجتمعوا معهم فيه فخرجت قريش وقائدها أبو سفيان بن حرب وخرجت غطفان وقائدها عيينة بن حصن في بنى فزارة والحرث بن عوف المري في بنى مرة ومسعود بن رخيلة فيمن تابعه من أشجع فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومما اجمعوا له من الامر ضرب على المدينة الخندق فعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم ترغيبا للمسلمين في الاجر وعمل معه المسلمون فيه فدأب ودأبوا وأبطأ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن المسلمين في عملهم ذلك رجال من المنافقين وجعلوا يورون بالضعف من العمل ويتسللون إليهم بغير علم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا اذن وجعل الرجل من الملمين إذا نابته النائبة من الحاجة التي لابد له منها يذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويستأذنه في اللحوق بها فإذا قضى حاجته رجع إلى ما كان عليه من عمله رغبة في الخير واحتسابا به.
قرأت على السيدة الأصيلة مؤنسة خاتون ابنة المولى السلطان الملك العادل سيف الدين أبى بكر بن أيوب رحم الله سلفها أخبرتك الشيخة الأصيلة أم هانئ عفيفة بنت أحمد بن عبد الله الفارقانية اجازة قالت انا أبو طاهر عبد الواحد بن أحمد ابن محمد بن الصباغ قال انا أبو نعيم قال انا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن فثنا أبو جعفر محمد بن نصر الصايغ فئنا إبراهيم بن حمزة فثنا عبد العزيز بن محمد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال بعثني خالي عثمان بن مظعون لآتيه بلحاف فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنته وهو بالخندق فأذن لي وقال لي من لقيت منهم فقل لهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم ان ترجعوا قال فكان ذلك في برد شديد فلقيت الناس فقلت لهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم ان ترجعوا قال والله ما عطف على منهم اثنان أو واحد. كذا وقع في هذا الخبر عثمان بن مظعون وعثمان بن مظعون توفى قبل هذا واخوة عثمان قذامة والسائب وعبد الله تأخروا. وقدامة مذكور فيمن شهد الخندق وهم أخوال عبد الله بن عمر رضي الله عنهم، قال ابن إسحاق فأنزل الله عز وجل في ذلك (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه) إلى قوله (إن الله غفور رحيم) ثم قال يعنى للمنافقين الذين كانوا يتسللون من العمل ويذهبون من غير إذن (لا تجعلوا دعاء الرسول