بنى كنانه فقالوا نهيؤا يا بنى كنانه للحرب فستعلمون من الفرسان اليوم ثم اقبلوا تعنق (1) بهم خيلهم حتى وقفوا على الخندق فلما رأوه قالوا والله ان هذه لكيدة ما كانت العرب تكيدها ثم تيمموا مكانا من الخندق ضيقا فضربوا خيلهم فاقتحمت منه فجالت بهم في السبخة بين الخندق وسلع وخرج علي بن أبي طالب في نفر معه من المسلمين حتى أخذوا عليهم النغرة التي أقحموا منها خيلهم وأقبلت الفرسان تعنق نحوهم. وكان عمرو بن عبد وقد قاتل يوم بدر حتى أثبتته الجراحة فلم يشهد يوم أحد فلما كان يوم الخندق خرج معلما ليرى مكانه فلما وقف هو وخيله قال من يبارز فبرز له علي بن أبي طالب رحمه الله، وذكر ابن سعد في هذا الخبر أن عمرا كان ابن تسعين سنة فقال على أنا أبارزه فأعطاه رسول الله عليه الصلاة والسلام سيفه وعممه وقال اللهم أعنه عليه.
رجع إلى الأول فقال له يا عمرو إنك كنت عاهدت الله لا يدعوك رجل من قريش إلى إحدى خلتين إلا أخذتها منه قال له أجل قال له على فانى أدعوك إلى الله والى رسوله عليه الصلاة والسلام والى الاسلام قال لا حاجة لي بذلك قال له على فانى أدعوك إلى النزال قال له لم يا ابن أخي فوالله ما أحب أن أقتلك قال على لكني والله أحب أن أقتلك قال فحمى عمرو عند ذلك فاقتحم عن فرسه فعقره وضرب وجهه ثم أقبل على على فتناولا وتجاولا فقتله على وخرجت خيلهم منهزمة حتى اقتحمت من الخندق هاربة، وقال على في ذلك:
نصر الحجارة من سفاهة رأيه * ونصرت دين محمد بضراب فصددت حين تركته متجدلا * كالجذع بين دكادك ورواب وعففت عن أثوابه ولو انني * كنت المقطر بزنى أثوابي لا تحسبن الله خاذل دينه * ونبيه يا معشر الأحزاب وعن ابن إسحاق من غير رواية الكائى أن عمرا لما نادى بطلب من يبارزه