العدو بك قم فشد عليك سلاحك فوالله لأدفنهم كدق البيض على الصفا ثم ولى فأتبعنه بصرى فلما رأينا نهضنا. قال وأخبرني الوليد قال أخبرني سعيد بن بشير عن قتادة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ مناديا يا خيل الله اركبي. قال ابن سعد ثم سار إليهم في المسلمين وهم ثلاثة آلاف والخيل ستة وثلاثون فرسا، وذلك في يوم الأربعاء لسبع يقين من ذي القعدة، واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم فيما قال ابن هشام. قال ابن إسحاق وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب برايته إلى بني قريظة وابتدرها الناس فسار حتى إذا دنا من الحصون سمع منها مقالة قبيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع حتى لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطريق فقال يا رسول الله لا عليك أن لا تدنو من هؤلاء الأخابيث قال لم أظنك سمعت منهم لي أذى قال نعم يا رسول الله قال لو رأوني لم يقولوا من ذلك شيئا فلما دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من حصوبهم قال يا اخوان القردة هل أخزاكم الله وأنزل بكم نقمته قالوا يا أبا القاسم ما كنت جهولا، ومر رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفر من أصحابه بالصورين قبل أن يصل إلى بني قريظة فقال هل مر بكم أحد قالوا يا رسول الله مر بنا دحية بن خليفة الكلبي على بغلة بيضاء عليها رحالة وعليها قطيفة ديباج فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك جبريل بعث إلى بني قريظة يزلزل بهم حصونهم ويقذف الرعب في قلوبهم ولما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني قريظة نزل على بئر من آبارها وتلاحق به الناس فأتى رجال من بعد العشاء الآخرة ولم يصلوا العصر لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة فشغلهم ما لم يكن لهم منه بد في حربهم وأبوا أن يصلوا لقول النبي صلى الله عليه وسلم حتى تأتوا بني قريظة فصلوا العصر بها بعد العشاء الآخرة فما عابهم الله بذلك في كتابه ولا عنفهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم، حدثني بهذا الحديث أبي إسحاق بن يسار عن معبد بن كعب بن مالك الأنصاري وحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا وعشرين ليلة حتى جهدهم الحصار وقذف الله في قلوبهم الرعب، وقد كان حيى بن أخطب دخل مع بني قريظة في حصنهم حين رجعت عنهم قريش وغطفان وفاء لكعب بن أسد بما كان عاهده عليه فلما
(٥٠)