وقال أنس بن مالك لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعنى المدينة أضاء منها كل شئ. فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شئ. وما نفضنا الأيدي من دفنه حتى أنكرنا قلوبنا. وقد روى عنه عليه السلام أنه قال لتعز المسلمين في مصائبه المصيبة بي. وفى حديث عنه أنا فرط لامتي لن يصابوا بمثلي، وقال أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يرثيه:
أرقت فبات ليلى لا يزول * وليل أخي المصيبة فيه طول وأسعدني البكاء وذاك فيما * أصيب المسلمون به قليل لقد عظمت مصيبتنا وجلت * عشية قيل قد قبض الرسول وأضحت أرضنا مما عراها * تكاد بنا جوانبها تميل فقدنا الوحي والتنزيل فينا * يروح به ويغدو جبرئيل وذاك أحق ما سالت عليه * نفوس الناس أو كربت تسيل نبي كان يجلو الشك عنا * بما يوحى إليه وما يقول ويهدينا ولا نخشى ضلالا * علينا والرسول لنا دليل أفاطم ان جزعت فذاك عذر * وان لم تجزعي ذاك السبيل فقبر أبيك سيد كل قبر * وفيه سيد الناس الرسول ولو فتحنا باب الاكثار وسمحنا بايراد ما يستحسن في هذا الباب من الاشعار لخرجنا جنحنا إليه من الايجاز والاختصار فالاشعار في هذا كثيرة ولأنواع الأسى والأسف مثيرة فياله من خطب جل عن الخطوب ومصائب علم دمع العين كيف يصوب ورزء غربت له النيرات ولا تعلل بشروقها بعد الغروب. وحادث هجم هجوم الليل فلا نجاء منه لهارب ولا فرار منه لمطلوب ولا صباح له فيجلو غياهبه المملة ودياجيه المدلهمة، ولكل ليل إذا دجى صباح يؤوب. ومن سر أهل