يا معشر المهاجرين استوصوا بالأنصار خيرا فان الناس يزيدون وان الأنصار على على هيئتها لا تزيد فإنهم كانوا عيبتي التي أويت إليها فأحسنوا إلى محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم. ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عليه السلام يوعك (1) وعكا شديدا دخل عليه أبو سعيد الخدري وعليه قطيفة فوضع يده عليه فوجد حرارتها فوق القطيفة فقال ما أشد حماك فقال إنا كذلك يشدد علينا البلاء ويضاعف لنا الاجر. وعن علقمة قال دخل عبد الله بن مسعود على النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليه ثم قال يا رسول الله انك لتوعك وعكا شديدا. قال أجل انى أو عك كما يوعك رجلان منكم. قال قلت يا رسول الله ذلك بأن لك أجرين الحديث. وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يصلى بالناس فصلى بهم فيما روينا سبع عشرة صلاة وصلى النبي صلى الله عليه وسلم مؤتما به ركعة ثانية من صلاة الصبح. ثم قضى الركعة الباقية وقال لم يقبض نبي حتى يؤمه رجل من قومه. وقال عليه السلام في مرضه ذلك مر الناس فليصلوا يقول ذلك لعبد الله ابن زمعة بن الأسود فذهب ابن زمعة فقدم عمر لنيبة أبى بكر فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته أخرج رأسه حتى أطلعه للناس من حجرته ثم قال لا لا لا ليصل لهم ابن أبي قحافة. وعن أبي سعيد الخدري في هذا الخبر قال فانفضت الصفوف وانصرف عمر فما برحنا حتى طلع ابن أبي قحافة وكان بالسنح (2) فتقدم فصلى بالناس وتبسم عليه السلام لما رأى من هيئة المسلمين في صلاتهم سرورا بذلك. وقال ائتوني أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده فتنازعوا فلم يكتب.
وقالت عائشة آخر ما عهد إلينا أن لا يترك بجزيرة العرب دينان. وقالت أم سلمة عامة وصيته عند الموت الصلاة وما ملكت أيمانكم. وقالت عائشة سمعته يقول