محمدا صلى الله عليه وسلم مفاتيحها قبل ذلك. ولما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخندق أقبلت قريش حتى نزلت بمجتمع الأسيال وغطفان ومن تبعهم بذنب نقمي إلى جانب أحد وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون حتى جعلوا ظهورهم إلى سلع في ثلاثة آلاف من المسلمين فضرب هنالك عسكره والخندق بينه وبين القوم وأمر بالنساء والذراري أن يجعلوا في لآطام (1). وقال ابن سعد كان لواه المهاجرين بيد زيد بن حارثة ولواء الأنصار بيد سعد بن عبادة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث سلمة بن أسلم في مائتي رجل وزيد بن حارثة في ثلاثمائة رجل يحرسون المدينة ويظهرون التكبير وذلك أنه كان يخاف على الذراري من بني قريظة، وكان عماد بن بشر على حرس رسول الله صلى الله عليه وسلم مع غيره من الابصار يحرسونه كل ليلة. كذا قال ابن سعد في هذا الموضع، وقال في باب حراس النبي صلى الله عليه وسلم حرسه يوم بدر حين نام في العريش سعد بن معاذ ويوم أحد محمد بن مسلمة ويوم الخندق الزبير بن العوام.
رجع إلى ابن سعد: وكان المشركون يتناوبون بينهم فيفد وأبو سفيان بن حرب في أصحابه يوما ويغدو خالد بن الوليد يوما ويغدو عمرو بن العاص يوما ويغدو هبيرة بن أبي وهب يوما ويغدو عكرمة ابن أبي جهل يوما ويغدو ضرار بن الخطاب الفهري يوما فلا يزالون يجبلون خيلهم ويتفرقون مرة ويجتمعون أخرى ويناوشون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقدمون رماتهم فيرمون.
رجع إلى ابن إسحاق: وخرج عدو الله حيى بن اخطب النضري حتى أتى كعب ابن أسد القرظي صاحب عقد بني قريظة وعهدهم وكان قد وادع رسول الله صلى الله عليه وسلم على قومه وعاقده على ذلك فلما سمع كعب بحيى أغلق دونه باب حصنه فاستأذن عليه فأبى أن يفتح له فناداه حيى ويحك يا كعب افتح لي قال ويحك يا حيى إنك امرؤ مشؤم وانى قد عاهدت محمدا فلست ناقض ما بيني وبينه ولم أر منه إلا وفاء وصدقا قال ويحك افتح لي أكلمك قال ما أنا بفاعل قال والله ان أغلقت دوني إلا تخوفا على جشيشتك (2) ان أكل معك منها فأحفظ الرجل (3) ففتح له فقال ويحك