الله قال الأعرابي أعاهدك انى لا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك قال فخلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سبيله فجاء إلى قومه فقال جئتكم من عند خير الناس.
قلت وقد تقدم في غزوة ذي أمر خبر لرجل يقال له دعنور بن الحارث من بنى محارب يشبه هذا الخبر قام على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصيف فقال من يمنعك منى اليوم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله ودفع جبريل في صدره فوقع السيف من يده فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال من يمنعك منى قال لا أحد أشهد ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ثم اتى قومه فجعل يدعوهم إلى الاسلام ونزلت (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم) الآية والظاهر أن الخبرين واحد، وقد قيل إن هذه الآية نزلت في أمر بنى النضير كما سبق فالله اعلم، وفى انصرافه عليه السلام من هذه الغزوة أبطأ جمل جابر بن عبد الله بن فنخسه النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق متقدما بين يدي الركاب ثم قال اتبعنيه فابتاعه منه وقال له لك ظهره إلى المدينة فلما وصل إلى المدينة أعطاه الثمن ووهب له الجمل (1). وقال ابن سعد قالوا قدم قادم المدينة بجلب له فأخبر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أنمار وثعلبة قد جمعوا لهم الجموع فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج ليلة السبت لعشر خلون من المحرم في أربعمائة من أصحابه ويقال سبعمائة فمضى حتى أتى محالهم بذات الرقاع فلم يجد في محالهم إلا نسوة وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جعال بن سراقة بشيرا لسلامته المسلمين قال وغاب خمس عشرة ليلة. وروينا في صحيح البخاري من حديث أبي موسى أنهم نقبت أقدامهم فلفوا عليها الخرق فسميت غزوة ذات الرقاع وجعل حديث أبي موسى هذا حجة في أن غزوة ذات الرقاع متأخرة عن خيبر وذلك أن أبا موسى إنما قدم مع أصحاب السفينتين بعد هذا بثلاث سنين، والمشهور في تاريخ غزوة ذات الرقاع ما قدمناه وليس في خبر أبي موسى ما يدل على شئ من ذلك. وغورث مقيد بالغين معجمة ومهملة وهو عند بعضهم مصغر بالعين المهملة.