الصف وكان يسمع الناس التكبير إذا كبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كسبيل من يسمع الناس التكبير يوم الجمعة وصلى بالناس قاعدا وأما ما زعمت العامة في الرواية من أنه قال صلى الله عليه وآله وسلم قدموا أبا بكر فقالت عائشة إن أبا بكر رقيق القلب ولعله لا يتهيأ له أن يصلي بهم فليقدموا عمر فقال رسول الله صلى الله عليه وآله أبى الله ورسوله إلا تقديم أبي بكر أما إنكن كصويحبات يوسف فهو شئ لا معنى له لأن هذا شئ لا يشبه فعل يوسف وإنما مثل رسول الله ص بقوله في رواية أهل البيت عليهم السلام أما إنكن كصويحبات يوسف لكذبهن على يوسف كذلك أيضا كان قولها لبلال قدموا أبا بكر فليصل بالناس فإن رسول الله مشغول بنفسه دليل على الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلو كان ما رواه حقا لكان ذلك طعنا على عائشة إذ عارضت رسول الله (ص) في أمره ومن عارض الرسول في أمره فقد ظن أنه أعلم منه بما عارضه فيه ومن ظن ذلك فقد كفر بلا خلاف، فليقدموا لعائشة إن شاؤوا في الحالين من روايتهم ورواية أهل البيت عليهم السلام ثم ليذموا بأهله إن شاؤوا فيما وصفناه في مقامه في تلك الصلاة إذ كان مقام من لا صلاة له وكل ذلك عليهم لا لهم والحمد لله رب العالمين وأما قول جهالهم لما رضيه رسول الله لديننا رضيناه لدنيانا بزعمهم فهذا جهل واختلاط، وتخبط وإفراط، وذلك أن القوم إن كانوا إنما أقاموا أبا بكر لدنياهم فقد يلزم في حق النظر أن يكون أبو بكر وكيلا لهم في دنياهم وإذا قالوا أن أبا بكر كان وكيلا لمن أقامه لزم في حق النظر وحكم الاسلام أن يكون الناس مخيرين في اقامته لدنياهم وإزالته عن دنياهم وليس على كل الناس فرض أن يقيموا لدنياهم وكيلا بل ذلك إليهم إن شاؤوا أقاموا ذلك وإن شاؤوا لم يقيموا، وإذا كان ذلك كذلك واختاره قوم أقاموه وكيلا
(٢٠)