ومثل روايتهم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال أوحى الله سبحانه إلي أن قل لأبي بكر أني عنك راض فهل أنت عني راض (1) (وكان الجواب) عن ذلك وبالله المستعان وعليه التوفيق، إن القوم قد رووا ذلك وهم ينقلونه بينهم، ومن ناصح نفسه وصح له تمييزه ونظر وتدبر في حقايق ما يروونه لم يشتبه عليه باطل جميع هذا وشبهه إذ كان كل باب منه فيه من أدلة الفساد ما لا يخفى على ذي فهم ونظر وتمييز وصحة فكر، والواجب على طالب النجاة أن يقصد في تحقيق الآثار وصحة الأخبار إلى معرفة الشواهد والعلامات والدلائل الواضحات التي يتحقق معها الحق ويبطل بها الباطل، فأول ما نبدأ به من القول في ذلك أنه قد علم ذو الفهم أن الآثار منقولة عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في أيامه وأيام من كان بعده من وجهين في الإمامة لا ثالث لهما (أحدهما) طرق أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم (والثاني) طرق الحشوية من أصحاب الحديث، فمن ادعى من جميع الأمة ممن تقدم في الأعصار السالفة غير هذين الوجهين فهو متخرص كذاب ضال مضل فاسد المعرفة داحض الحجة، وإذا كان ذلك كذلك فيعلم ذو الفهم أن ما كان يرويه الحشوية من طرق أهل البيت وشيعتهم ولم
(١١)