برأيه كما فيه فدفعه الأخير ناسخ للأول فقد عزله عن فضل قد كان أهله.
وقبح أن يعزله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن فضل قد كان أهله (1) بزعم أوليائه إلا وقد علم أنه غير مستحق لذلك الفضل، وإن كان أخوه؟ بوحي من الله كان سبيله في ذلك كسبيله فيما بعثه بسورة براءة ليقرأها على الناس بمكة من بعد الفتح ومن بعد رجوعه من غزاة تبوك فلما سار أبو بكر بالسورة نحو مكة بعث خلفه عليا (ع) فاسترجعها منه ورده إلى الرسول (ص) وتقدم علي على السلام بالسورة إلى مكة فقرأها على أهل مكة ورجع أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله هل نزل في شئ استوجب استرجاعي وأخذ السورة مني فقال يا أبا بكر إن الله أوحى إلي أن لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني وإن عليا مني وأنا منه. وهذا مما لا خلاف فيه بين الأمة فإن صحت لهم رواية تقديمه في الصلاة فسبيله فيما وصفناه في إزالته عنها كسبيله بأداء سورة براءة. فهذا حال يهدم كل فضيلة لأبي بكر من دون أن ينسب ويثبت له فضيلة لكن أولياؤه (صم بكم عمي فهم لا يعقلون) وأما ما اختلفوا فيه من وقوف أبي بكر بالمحراب مع رسول الله " ص " أو خلفه فإنا نقول في ذلك لو كان أبو بكر قام مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المحراب محاذيا له لوجب مشاركته للرسول " ص " في الإمامة ولوجب أن يكون سنة مستعملة في الاسلام وغير مطرحة فيصلي بالناس إمامان في محراب واحد إذ ليس كان معهم نهي من الرسول " ص " عنه وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد فعله في آخر أفعاله التي لم ينسخها شئ من بعدها ولم ينه الرسول عنها. فلما كنا نجد أولياءه مجمعين على منع الشركة من أبي بكر ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الإمامة