في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) ثم ذكر الذين ليسوا من المهاجرين ولا من الأنصار فقال عز وجل (والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالإيمان) فهذا كله لأهل العصر من عصر الصحابة كما قال عز وجل في ذكرهم أيضا في سورة التوبة (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار) يعني الذين هاجروا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الشعب والذين تابعوهم من الأنصار في العقبة. ثم قال عز وجل (والذين اتبعوهم بإحسان) يعني الذين اتبعوا من المهاجرين والأنصار ومن أسلم من سائر البلدان من جميع أهل ذلك العصر لأنه خلط معهم أهل عصر آخر ولم يكونوا بعد خلقوا لأن هذا حال لا يجوز أن يقع فيه التساوي بين السابق والمسبوق ممن خلق ممن لم يخلق على ما بينا من الشرح والبيان.
فهذا ما يتعلق به أهل الغفلة ويحتج به أهل الضلالة والجهالة من تخرصهم وافترائهم وكذبهم على الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وقد شرحنا من فساده وأوضحنا من بطلانه ما فيه كفاية ومقنع والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين تم كتاب الاستغاثة في بدع الثلاثة وقد كتب على نسخة كتبها بخطه اسفنديار بن سلام الله الحسني الحسيني الطباطبائي رحمه الله في شهر رمضان سنة 1048 هجرية