أم في قتله القوم الذين منعوه الزكاة وسماهم أهل الردة وسبى ذراريهم واستباح أموالهم وأباح فروج نسائهم أو في جميع بدعه التي قدمنا ذكرها، أم في أمره لخالد بن الوليد بقتل أمير المؤمنين عليه السلام ثم ندم حتى قال في الصلاة من قبل أن يسلم لا يفعلن خالد ما أمرته به، فسبحان الله ما أضل هؤلاء وأجهلهم وأعظم افترائهم على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وأما روايتهم المنكرة الشنيعة عند ذوي الفهم أن الرسول ص بزعمهم قال أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم فما في المحال أظهر من المحال ولا أشهر منه ولا أبين تخرصا عند أهل النظر والتحصيل، وذلك أن هذا القول لا يخلو من أن يكون الرسول (ص) قاله لأصحابه دون غيرهم أو قاله لغير أصحابه، فإن قالوا أنه قاله لأصحابه وغيرهم أو قاله لأصحابه دون غيرهم قيل لهم فهل يستقيم في الكلام الفصيح المحكم أن قاله لأصحابه " أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم " أما يرون محال هذا الكلام ما أبينه، وإن قالوا أنه قال لغير أصحابه. قيل لهم هل معكم خبر بهذا معروف مجمع عليه فأوردوه أم هو شئ تتخرصونه بقولكم واستدلالكم فغير معقول ذلك منكم ولا مقبول لأن أصحابه هم الذين رأوه فلو كان قاله لغيرهم لكانوا قد ذكروا ذلك الخبر وكانوا يقولون قال لجميع من أسلم غير أصحابه " أصحابي كالنجوم " ولما لم يكن في نقلكم شئ من هذا التخصيص بطل ادعاؤكم مع ما يقال لهم أرأيتم لو سلمنا لكم أن الرسول - ص - أراد بهذا غير الصحابة كزعمكم أليس قد وجدنا الصحابة قد تنازعوا بينهم حتى قتل بعضهم بعضا من ذلك وحارب بعضهم بعضا محاصرتهم لعثمان جميعا فما كان من الصحابة حتى قتل بعضهم بعضا فمن ذلك محاصرتهم لعثمان حتى قتل ولم يحاصروه إلا بنو المهاجرون والأنصار الذين هم أصحابه جميعا فما كان من الصحابة إذ ذاك إلا محاصر أو قاتل أو خاذل، أفيقولون إن من كان محاصرا أو مقاتلا أو كان متبعا للذين قتلوه من الصحابة أو كان متبعا للذين خذلوه من الصحابة
(٧٨)