خطب فاطمة عليها السلام فرده عن تزويجها ثم خطبها عمر فرده كذلك فإن قالوا أنه لم ير أبا بكر وعمر موضعا للتزويج ببناته ورأى عثمان موضعا لذلك وأهلا له ففي حق النظر أن يكون عثمان أفضل منهما فإن أجازوا فضل عثمان عليهما بانت فضيحتهم في مذهبهم المكوس؟، وإن قالوا أن تزويج رسول الله (ص) ومنعه أبا بكر وعمر من ذلك لا يوجب فضلا لعثمان عليهما ولا ذما لهما في ردهما، قيل لهم فذلك أيضا لا يوجب لعثمان فضلا على غيره بهذا التزويج، وفي هذا كفاية لأولي الألباب.
وأما روايتهم أن عثمان جهز جيش العسرة بمال عظيم من عنده ففي تحقيق نقض روايتهم وما أنزل الله في كتابه من قصة جيش العسرة ما يدل على خلاف ما ادعوه في ذلك.
إن جيش العسرة هو الجيش الذي خرج به رسول الله صلى الله عليه وآله في غزاة تبوك وكان الجيش يومئذ مع رسول الله (ص) خمسة وعشرين ألفا غير الاتباع، وقد وجدنا في روايتهم أن رسول الله (ص) استدعي من الناس تقوية من لا قوة له من المسلمين فقال عثمان علي مائة راحلة فساق إلى رسول الله (ص) مائة راحلة ففرقها على قوم المسلمين ثم استدعى رسول الله (ص) التقوية من الأقوام فقال عثمان وعلي مائة راحلة أخرى فساقها إليه ففرقها كذلك ثم لم يذكر له رسول الله (ص) أكثر من ذلك فإذا سلمنا لهم روايتهم في هذا فلا حجة لهم علينا بعد ذلك، وإذا صح لعثمان دفع مائتي راحلة في جيش العسرة فإنما يجوز أن يكون المائتا راحلة لمائتي رجل أو أربعمائة رجل كم هم من خمسة وعشرين ألفا فلا يجوز أن يقولوا جهز جيش العسرة من ماله، وهذا الذي ذكرناه من المائتي راحلة جميع ما كان منه في ذلك على تقدير تسليم روايتهم وقد أنزل الله سبحانه في سورة التوبة يصف قوما جاؤوا إلى رسول الله (ص) في جيش