بذكره في ذلك ورسول الله (ص) أحكم من أن يقول قولا لا فائدة فيه، فإن قالوا أراد بذلك إظهار إيمان عثمان ومنزلته في الدين قيل لهم أوليس قد كان هناك من الصحابة من هو مثل عثمان ومن هو أفضل منه مثل أبي بكر وعمر بزعمكم فما باله خص عثمان بهذا الذكر ثم منع الباقين أيقولون أنه حاباه دونهم فليس هذا من صفة الرسول (ص) ولا من صفة الحكماء أو يقولون أن الرسول - ص - ظلم الباقين حين لم يذكرهم بإظهار الإيمان كما ذكر من هو مثلهم في الدين والإيمان فقائل هذا كافر وإن قالوا أن النورين جعلهما له في الدنيا والآخرة قيل لهم أوليس أبو بكر وعمر عندكم أفضل من عثمان فلا بد من أن يقولوا نعم إذ كان هذا أصلهم فيقال لهم فهل جعل الله لهما نورين لكل واحد منهما فإن قالوا نعم فقل لهم فلم ذكر رسول الله - ص - عثمان بهذه الحال ولم يذكرهما ولم يسمها ذا النورين وهل هذا منكم إلا تخرص وافتراء، فإن قالوا إن الله لم يجعل لهما نورين كما جعل لعثمان قيل لهم فمن جعل الله له نورين يجب أن يكون أفضل ممن جعل الله له نورا واحدا فإن منعوا ذلك بأن جهلهم وظهرت فضيحتهم وإن أجازوا خرجوا عن أصولهم وفارقوا مذهبهم إذ كان من قولهم إن أبا بكر وعمر كانا أفضل من عثمان، ومن اظطر في مذهبه إلى مفارقة أصله والمقام على فضيحته فكفى له بذلك خزيا.
وما ما رووا من تزويج عثمان من الابنتين فقد شرحنا من قصتهما متقدما في ذكر غلط هند بن أبي هند التميمي في نسبهم وما دخل عليهم من الشبهة فيما بين خديجة وبين أختها هالة ما فيه كفاية لمن فهم.
وأما ما احتجوا به من قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لعثمان لو كانت عندي ثالثة ما عدوناك، فلو علموا ما عليهم في ذلك لأقصروا عن ذكره وذلك أنه إن كان تزويج الرسول - ص - فخرا لمن زوجه ففي رده عن التزويج ذم ونقص على رده، وقد أجمعوا في روايتهم أن أبا بكر