ثم أنزل الله سكينه على رسوله وعلى المؤمنين، ألا ترى أنه ذكر السكينة للمؤمنين في هذا الموضع إذ كانوا حضورا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يذكر أبا بكر في حال كونه مع الرسول (ص) في الغار فأنزل السكينة على الرسول ولم يذكره كما ذكر المؤمنين في هذا الموضع من حنين فكان ذلك موجبا للتهمة في إيمانه وانتقاما للذي وجد للطعن عليه بذلك سبيلا لأنه يقول لو كان مؤمنا لكان قد ذكره في إنزال السكينة على الرسول معه في الغار كما ذكر غيره من المؤمنين يوم حنين وهم الذين ثبتوا مع علي عليه السلام تحت الراية وكانوا يومئذ ثمانية لم ينهزموا مع المنهزمين، وبإجماع أن أبا بكر وعمر لم يكونا في الثابتين وكانا من المنهزمين، وقال أيضا قوم من أهل النظر أن أبا بكر بصحبته لرسول الله (ص) في الغار لم تصح له هجرة، قالوا وذلك لأن الله يقول " ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله " قالوا وهجرة رسول الله (ص) إلى الله وهجرة المؤمنين إلى رسول الله (ص) فمن هاجر إلى رسول الله (ص) وجب أن تكون هجرته إليه بعد هجرة رسول الله (ص) إلى هجرته ولما كان أبو بكر خرج لخروج رسول الله (ص) لم يجز أن يكون شريكا للرسول (ص) في هجرته إلى الله تعالى لأن أبا بكر كان مستعيذا برسول الله ص والرسول واسطة بينه وبين الله فيكون الرسول (ص) مستعيذا به كما إن أبا بكر مستعيذا بالرسول (ص) فلما كان أبو بكر مستعيذا بالرسول (ص) لم يجز أن يكون شريك الرسول (ص) في هجرته والهجرة إلى الرسول لا تكون إلا من بعد هجرة الرسول فلا يجوز أن يكون فيه معه فيكون شريكه والشركة له في ذلك غير جائزة بإجماع ولا يجوز أن يكون قبله فيكون ذلك غير مهاجر إلى الله وإلى الرسول فلما كان أبي بكر على ما وصفناه من كينونته مع الرسول " ص " في حال هجرة الرسول " ص " بطل أن يكون مهاجرا إلى الرسول وثبتت له الصحبة فقط وقد ذكرنا في حال
(٢٥)