وأعزه بعمر ثم هم يزعمون مع ذلك أن أبا بكر كان أفضل منه وقد أسلم من قبله بسنين كثيرة فلم يعز الله به الدين حتى أعزه بعمر، أفليس يلزم في حق النظر أن يكون من أعز الله به الذين أفضل ممن لم يعزه به قاتلهم الله أنى يؤفكون.
وهذا سبيل في التخرص والافتراء كسبيل روايتهم: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال إن تولوها أبا بكر تجدوه قويا في دين الله ضعيفا في نفسه وإن تولوها عمر تجدوه قويا في دين الله قويا في نفسه (1) فانظروا يا أهل الفهم هل يكون في الجهل أبين من جهل من زعم أن رسول الله (ص) شهد لرجل بقوة في الدين وقوة في نفسه وأخبر عن آخر بزعمهم بقوة في الدين وضعف في نفسه ثم هم مع ذلك يزعمون أن من كان قويا في الدين ضعيفا في نفسه أفضل ممن هو قوي في الدين قوي في نفسه إلا يعلم ذو الفهم أن من كان قويا في الحالين أفضل ممن كان قويا في حال واحد ثم هم أيضا