قول الرسول (ص) هذا يدل على أنهما لم يكونا يحبان الله ورسوله ولا يحبهما الله ورسوله إذ كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حكيما لا يقول قولا إلا لفائدة فيه ودلالة على مواقع الحق وطرق الصدق، ومثل هزيمتهما حيث بعثهما إلى بلاد طي التي تسمى غزات ذات السلاسل، ومثل هزيمتهما يوم حنين وهذا كله بإجماع أهل الأثر وليس نعرف خبرا واحدا عنهما أنهما برزا لقرن ولا بارزا شجاعا ولا قارعا باطلا من مبارزي المشركين، وقد كان غيرهما من جماعة المسلمين أحسن حالا منهما في مواطن الحروب ومعارك المقارعة، فبطل عليهما أيضا هذا الوجه الآخر من أن يكون لهما منه وزارة وكان غيرهما من مجاهدي المهاجرين والأنصار أحق بهذا الاسم منهما عند ذوي الفهم.
وأما ما رووا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بزعمهم قال ما نفعني مال كمال أبي بكر لقد زوجني ابنته وأنفق علي أربعين ألفا ففي هذه الرواية ما هو صحيح وما هو باطل وذلك أن تزويج الرسول (ص) من ابنة أبي بكر صحيح لا خلاف فيه، وأما إنفاق المال (1) فما يكون عند ذوي الفهم من الكذب شئ أوضح ولا أظهر منه لأن من أنفق هذا المال