العلم) فما هو بمستنكر من ابن مسعود أن يقول هذا فيه وقد جعله معلما لأهل العراق بشرائع الاسلام بزعمه بأجرة حرام من مال حرام فاستطاب ابن مسعود ذلك فأكله مسارعا فيه وإليه على ما تقدم من شرحنا في قصص المهاجرين والأنصار والمعلمين والمصلين والمؤذنين، وسواء عندنا قاله ابن مسعود في عمر أو قاله في نفسه فلا لمديحه ولا لذمه عندنا من المحل ما نشتغل به ولا ننظر فيه إذ كان ممن استحل أن يأخذ على تعلم الدين الأجرة الحرام من المال الحرام المأخوذ من الناس ظلما وجورا من أبواب الخراج المخالفة لدين رسول الله (ص) وحدود شريعته.
وليس هذه الرواية عن ابن وأشكاله بأعظم ولا أفظع من روايتهم إن شاعرا كان عند رسول الله (ص) وأشار إلى الشاعر بالسكوت فسكت حتى خرج عمر ثم استعاده النشيد فعاد عمر فأسكته فلما خرج استنشده حتى فعل ثلاث مرات كلما جاء عمر بالسكوت وإذا خرج استنشده، قال الشاعر يا رسول الله من هذا الذي إذا جاء اسكتني وإذا خرج استنشدني فقال هذا عمر بن الخطاب وهو رجل يكره الباطل، وهذه الرواية مع منافاتها من مناقبه السامية عندهم فلم يتخوفوا في تخرصهم أن ينسبوا رسول الله (ص) إلى محبة الباطل واستدعائه استماعه ونزهوا عمر عنه وعن سماعه فهل يستحسن رواية مثل هذا من يؤمن بالله ورسوله، فهل يروي هذا من لهم قلوب يفقهون بها أو أعين يبصرون بها أو آذان يسمعون بها زادهم الله عما إلى عماهم وضلالا وعجل تطهير البلاد وأرواح العباد منهم.
ومن تخرصهم أنهم رووا أنهم رووا أن عشرة في الجنة منهم عمر بن الخطاب، إذ كان من خالف كتاب الله وغير سنن رسول الله (ص) كما قدمناه ذكره في باب بدعه يكون في الجنة فجائز القائل غدا أن يقول أن فرعون وهامان أيضا في الجنة.