وكفره بالرحمن لم يكن ذلك كله من تزيين الشيطان، فأول ما يلزمهم في هذا الخبر تكذيب الله عز وجل ومن كذب الله كفر بالاجماع وذلك أن الله تعالى يقول في قصتهم يوم أحد حين انهزموا وتركوا الرسول (ص) (إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا) فلم لم يهب عمر حين استزله معهم حتى هرب في جملة الهاربين ولم يخف الشيطان حسه ولم يهرب منه وهو يعدو في الجبل هاربا كما روى أولياؤه عنه أنه قال (رأيتني يوم أحد وأنا أعدو في الجبل منهزما مثل أروى (1) ومثل هذا لا يشتغل بالنظر فيه والاستماع له ذو فهم، ومثله في الكذب والمحال روايتهم أن السكينة تنطق على لسان عمر (2) فهل يظن ذو فهم من كانت السكينة تنطق على لسان يخطئ ويزل حتى ينادي على نفسه لولا فلان لهلك فلان، وأنه قال على المنبر يوما لا يتجاوزن
(٤٥)