المنزلة عندكم وقد تقلدا من سفك الدماء بينهما وبين أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله في يوم حرب الجمل مع عائشة ما لا تقوم به الجبال ولا تنهض به السماوات والأرضون إذ كانا السبب في سفك تلك الدماء بينها. وبين أمير المؤمنين عليه السلام مع شهادة الرسول (ص) عليهم بالظلم في تلك الحالة ومن شهد عليه الرسول (ص) بالظلم كان محالا أن يكون ممن أباح الله له ما وصفه أهل الغفلة لأهل بدر، وفي هذا كفاية لمن فهم من الدلالة على تخرصهم وافترائهم على الله وعلى رسوله غير الحق.
وأما ما زعموا من تأويل قول الله تعالى " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار " وزعموا أن أبا بكر وعمر كانا من المهاجرين فقد قالوا هذا زورا وتخرصوا أفكا فإن المهاجرين الأولين هم الذين هاجروا الهجرة الأولى وهي الهجرة إلى الرسول (ص) في حصاره بمكة حين حاصر قريش بني هاشم مع رسول الله (ص) في شعب عبد المطلب أربع سنين والأمة مجمعة أن أبا بكر وعمر لم يكونا معهم في المواطن فكيف يدعون لهما أنهما من المهاجرين الأولين، وأما الأولون فهم السبعون الذين جاؤوا إلى مكة فبايعوا رسول الله (ص) في منزل عبد المطلب ليلا في عقبة مكة وهم العقبيون المعروفون بإجماع أهل الأثر، وأما شهادة الله لهم بالرضا ولمن اتبعهم بإحسان وما وعدهم الله من الخلود في الجنة فقد يمكن أن يكون ذلك منه خصوصا من قول عز وجل وإن كان مخرج الكلام العموم فهذا في كتاب الله موجود من خطاب الخصوص وهو عموم ومن خطاب العموم وهو خصوص لمن استقام منهم دون من لم يستقم والنظر به يدلنا على أن الله عز وجل إنما رضي عمن استقام في طاعته وإن الجنة أعدها لمن سارع إلى مرضاته وتجنب معاصيه ومن خرج من هذا الحال كان محالا أن يستحق الرضا من الله فما لهم في هذا الحال حجة والحمد لله.
ومثل هذا قوله (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة)