قال يحى: قال سعيد: ثم هلك رجل من بني خطمة فسجى بثوبه، فسمع جلجلة في صدره ثم تكلم فقال: إن أخا بني الحارث بن الخزرج صدق صدق (1).
قال البيهقي: وهذا صحيح وله شواهد، فذكر من طريق أبي بكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس، حدثنا عبد الله بن إدريس، عن إسماعيل بن أبي خالد قال: جاءنا يزيد بن النعمان بن بشير إلى حلقة القاسم بن عبد الرحمن [بكتاب أبيه] (2) النعمان بن بشير:
بسم الله الرحمن الرحيم، من النعمان بن بشير إلى أم عبد الله بنت أبي هاشم، سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، فإنك كتبت إلي لأكتب إليك بشأن زيد بن خارجة، وأنه كان من شأنه أنه أخذه وجع في حلقه، وهو يومئذ من أصح أهل المدينة، فتوفي بين صلاة الأولى وصلاة العصر، فأضجعناه لظهره وغشيناه بردين وكساء، فأتاني آت في مقامي وأنا أسبح بعد العصر فقال:
إن زيدا تكلم بعد وفاته، فانصرفت إليه مسرعا وقد حضره قوم من الأنصار وهو يقول - أو يقال على لسانه -:
الأوسط أجلد القوم الذي كان لا يبالي في الله عز وجل لومة لائم، كان لا يأمر الناس أن يأكل قويهم ضعيفهم، عبد الله أمير المؤمنين صدق صدق، كان ذلك في الكتاب الأول، قال: ثم قال: عثمان أمير المؤمنين وهو يعافي الناس من ذنوب كثيرة، خلت ليلتان وبقي (3) أربع، ثم اختلف الناس وأكل بعضهم بعضا فلا نظام، وأبيحت الأحماء ثم ارعوى المؤمنون وقالوا: كتاب الله وقدرة الناس، أقبلوا على أميركم واسمعوا وأطيعوا، فمن تولى فلا يعهدن [ذما] (4)، وكان أمر الله