إمتاع الأسماع - المقريزي - ج ٥ - الصفحة ٢١٥
[ستون: حلبه (صلى الله عليه وسلم) عناقا (1) لا لبن فيها مع عبد يرعى غنما] وأما حلبه (صلى الله عليه وسلم) عناقا لا لبن فيها مع عبد يرعى غنما، فخرج البيهقي من حديث محمد بن غالب، حدثنا أبو الوليد: حدثنا عبيد الله بن إياد بن لقيط، عن قيس ابن النعمان قال:
لما انطلق النبي (صلى الله عليه وسلم) وأبو بكر رضي الله عنه مستخفين، مروا بعبد يرعى غنما، فاستسقياه اللبن فقال: ما عندي شاة تحلب، غير أن ههنا عناقا حملت أول الشتاء وقد أخدجت (2) وما بقي لها لبن، فقال: ادع بها، فاعتقلها النبي (صلى الله عليه وسلم) ومسح ضرعها، ودعا الله حتى أنزلت.
قال: وجاء أبو بكر رضي الله عنه بمجن فحلب (صلى الله عليه وسلم) فسقى أبا بكر، ثم حلب فسقى الراعي، ثم حلب فشرب، فقال الراعي: بالله من أنت؟ فوالله ما رأيت مثلك قط! قال: أو تراك تكتم علي حتى أخبرك؟ قال: نعم، قال: فإني محمد رسول الله.
قال: أنت الذي تزعم قريش أنه صابئ؟ قال: إنهم يقولون ذلك، قال: فأشهد أنك نبي، وأشهد أن ما جئت به حق، وأنه لا يفعل ما فعلت إلا نبي، وأنا متبعك.
قال: إنك لن تستطيع ذلك يومك، فإذا بلغك أني قد ظهرت فأتنا (3).
وأخرجه أبو داود الطيالسي من حديث عبد الله بن إياد بن لقيط، فذكره وقال في آخره:
فأتى النبي (صلى الله عليه وسلم) بعد ما ظهر بالمدينة. وخرجه الحاكم وقال: حديث صحيح الإسناد (4).

(١) العناق: هي الأنثى من أولاد المعز ما لم يتم له سنة.
(٢) أخدجت: ولدت قبل أوانها.
(٣) (دلائل البيهقي): ٢ / ٤٩٧، باب اجتيازه (صلى الله عليه وسلم) مع صاحبه بعبد يرعى غنما، وما ظهر عند ذلك من آثار النبوة.
(٤) (المستدرك): ٣ / ٩ - ١٠، حديث رقم ٤٢٧٣ / ١٧، وقال في آخره: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال الذهبي في (التلخيص): صحيح، (البداية والنهاية): 3 / 238 نقلا عن البيهقي، (عيون الأثر): 1 / 190 - 191.
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»
الفهرست