ابن إسماعيل بن عبد الله بن شريح بن ياسر بن سويد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أبي عن أبيه دلهاث عن أبيه إسماعيل أن أباه عبد الله حدثه عن أبيه أن أباه ياسر بن سويد حدثه عن عمرو بن مرة الجهني قال: خرجت حاجا في جماعة من قومي في الجاهلية، فرأيت في نومي وأنا بمكة، نورا ساطعا من الكعبة حتى وصل إلى جبل يثرب. وأشعر جهينة. فسمعت صوتا بين النور وهو يقول: انقشعت الظلماء، وسطع الضياء، وبعث خاتم الأنبياء (1). ثم أضاء إضاءة أخرى، حتى نظرت إلى قصور الحيرة وأبيض المدائن (2)، وسمعت صوتا من النور وهو يقول: ظهر الاسلام، وكسرت الأصنام، ووصلت الأرحام، فانتبهت فزعا فقلت لقومي: والله ليحدثن لهذا الحي من قريش حدث - وأخبرتهم بما رأيت فلما انتهينا إلى بلادنا جاءني [الخبر أن رجلا] (3) يقال له أحمد قد بعث فأتيته فأخبرته (4) بما رأيت. فقال [لي]: " يا عمرو بن مرة أنا النبي المرسل إلى العباد كافة. أدعوهم إلى الاسلام، وآمرهم بحقن الدماء وصلة الأرحام، وعبادة الله ورفض الأصنام، وحج البيت وصيام شهر رمضان من اثني عشر شهرا. فمن أجاب فله الجنة، ومن عصى فله النار. فآمن يا عمرو يؤمنك الله من هول جهنم " فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله آمنت بما جئت من حلال وحرام، وإن رغم ذلك كثيرا من الأقوام، ثم أنشدته أبياتا قلتها حين سمعت به. وكان لنا صنم. وكان أبي سادنا له فقمت إليه فكسرته. ثم لحقت بالنبي صلى الله عليه وسلم وأنا أقول:
شهدت بأن الله حق وإنني * لآلهة الأحجار أول تارك وشمرت عن ساق الإزار مهاجرا * إليك أجوب القفر بعد الدكادك (5) لأصحب خير الناس نفسا ووالدا * رسول مليك الناس فوق الحبائك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " مرحبا بك يا عمرو بن مرة " فقلت يا رسول الله ابعثني إلى قومي. لعل الله يمن عليهم بي كما من علي بك، فبعثني إليهم. وقال: " عليك بالرفق والقول السديد. ولا