وقال الحافظ أبو نعيم في كتابه دلائل النبوة (1): حدثنا أبو عمرو بن حمدان حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا هشام بن عمار حدثنا الوليد بن مسلم عن خليد بن دعلج وسعيد عن قتادة عن الحسن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، في قوله تعالى: (وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم) قال:
" كنت أول النبيين في الخلق وآخرهم في البعث " ثم رواه من طريق هشام بن عمار عن بقيع عن سعيد بن نسير عن قتادة عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعا مثله. وقد رواه من طريق سعيد بن أبي عروبة وشيبان عن قتادة قال ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثله. وهذا أثبت وأصح والله أعلم.
وهذا إخبار عن التنويه يذكره في الملأ الأعلى وأنه معروف بذلك بينهم بأنه خاتم النبيين وآده لم ينفخ فيه الروح، لان علم الله تعالى بذلك سابق قبل خلق السماوات والأرض لا محالة فلم يبق إلا هذا الذي ذكرناه من الاعلام به في الملأ الأعلى والله أعلم.
وقد أورد أبو نعيم من حديث عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة الحديث المتفق عليه " نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، المقضى لهم قبل الخلائق بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم " وزاد أبو نعيم في آخره: فكان صلى الله عليه وسلم آخرهم في البعث وبه ختمت النبوة.
وهو السابق يوم القيامة. لأنه أول مكتوب في النبوة والعهد. ثم قال: ففي هذا الحديث الفضيلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما أوجب الله له النبوة قبل تمام خلق آدم. ويحتمل أن يكون هذا الايجاب هو ما أعلم الله ملائكته ما سبق في علمه وقضائه من بعثته له في آخر الزمان وهذا الكلام يوافق ما ذكرناه ولله الحمد.
وروى الحاكم في مستدركه من حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم - وفيه كلام - عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد إلا غفرت لي، فقال الله: يا آدم كيف عرفت محمد ولم أخلقه بعد؟ فقال يا رب لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي، فرأيت على قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله. فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك. فقال الله صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي وإذ قد سألتني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك " قال البيهقي: تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف والله أعلم (2).
وقد قال الله تعالى: (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم