قال الواقدي: هذا هو أثبت الأقاويل في وفاة عبد الله وسنه عندنا. قال الواقدي: وحدثني معمر عن الزهري أن عبد المطلب بعث عبد الله إلى المدينة يمتار لهم تمرا فمات. قال محمد بن سعد وقد أنبأنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه وعن عوانة بن الحكم. قالا: توفي عبد الله بن عبد المطلب بعد ما أتى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية وعشرين شهرا، وقيل سبعة أشهر.
وقال محمد بن سعد: والأول أثبت أنه توفي ورسول الله صلى الله عليه وسلم حمل. وقال الزبير بن بكار: حدثني محمد بن حسن عن عبد السلام عن ابن خربوذ. قال: توفي عبد الله بالمدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن شهرين، وماتت أمه وهو ابن أربع سنين، ومات جده وهو ابن ثمان سنين، فأوصى به إلى عمه أبي طالب. والذي رجحه الواقدي وكاتبه الحافظ محمد بن سعد أنه عليه الصلاة والسلام توفي أبوه وهو جنين في بطن أمه وهذا أبلغ اليتم وأعلى مراتبه. وقد تقدم في الحديث " ورؤيا أمي الذي رأت حين حمل بي كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام " وقال محمد بن إسحاق فكانت آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم تحدث أنها أتيت حين حملت برسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل لها إنك قد حملت بسيد هذه الأمة، فإذا وقع إلى الأرض فقولي:
أعيذه بالواحد * من شر كل حاسد من كل بر عاهد * وكل عبد رائد يذود عني ذائد * فإنه عند الحميد الماجد حتى أراه قد أتى المشاهد وآية ذلك أنه يخرج معه نور يملا قصور بصرى من أرض الشام، فإذا وقع فسميه محمدا.
فإن اسمه في التوراة أحمد، يحمده أهل السماء وأهل الأرض، واسمه في الإنجيل أحمد يحمده أهل السماء وأهل الأرض، واسمه في القرآن محمد. وهذا وذاك يقتضي أنها رأت حين حملت به عليه السلام كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام. ثم لما وضعته رأت عيانا تأويل ذلك كما رأته قبل ذلك هاهنا والله أعلم.
وقال محمد بن سعد: أنبأنا محمد بن عمر - هو الواقدي - حدثنا محمد بن عبد الله بن مسلم عن الزهري. وقال الواقدي: حدثنا موسى بن عبدة عن أخيه ومحمد بن كعب القرظي. وحدثني عبد الله بن جعفر الزهري عن عمته أم بكر بنت المسود عن أبيها. وحدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم المزني وزياد بن حشرج عن أبي وجزة. وحدثنا معمر عن أبي نجيح عن مجاهد. وحدثنا طلحة بن عمرو بن عطاء عن ابن عباس: دخل حديث بعضهم في حديث بعض. أن آمنة بنت وهب قالت لقد علقت به - تعني رسول الله صلى الله عليه وسلم - فما وجدت له مشقة حتى وضعته، فلما فصل مني خرج معه نور أضاء له ما بين المشرق إلى المغرب، ثم وقع إلى الأرض معتمدا على يديه، ثم أخذ قبضة من التراب فقبضها ورفع رأسه إلى السماء. وقال بعضهم وقع جاثيا على ركبتيه، وخرج معه نور