هموا ملأوا البطحاء مجدا وسؤددا * وهم طردوا عنا غواة بني بكر قال ابن إسحاق: ولما فرغ قصي من حربه انصرف أخوه رزاح بن ربيعة إلى بلاده بمن معه واخوته من أبيه الثلاثة وهم حن ومحمود وجلهمة (1). قال رزاح في إجابته قصيا:
ولما أتى من قصي رسول * فقال الرسول أجيبوا الخليلا نهضنا إليه نقود الجيا * د ونطرح عنا الملول الثقيلا نسير بها الليل حتى الصباح * ونكمي النهار لئلا نزولا (2) فهن سراع كورد القصا * يجبن بنا من قصي رسولا جمعنا من السر من اشمذين * ومن كل حي جمعنا قبيلا (3) فيا لك حلبة ما ليلة * تزيد على الألف سيبا رسيلا فلما مررن على عسجر * وأسهلن من مستناخ سبيلا (4) وجاوزن بالركن من ورقان * وجاوزن بالعرج حيا حلولا (5) مررن على الحلي ما ذقنه * وعالجن من مر ليلا طويلا (6) ندني من العوذ أفلاءها * إرادة أن يسترقن الصهيلا (7) فلما انتهينا إلى مكة * أبحنا الرجال قبيلا قبيلا نعاورهم ثم حد السيوف * وفي كل أوب خلسنا العقولا نخبزهم بصلاب النسور * خبز القوي العزيز الذليلا (8) قتلنا خزاعة في دارها * وبكرا قتلنا وجيلا فجيلا نفيناهم من بلاد المليك * كما لا يحلون أرضا سهولا فأصبح سيبهم في الحديد * ومن كل حي شفينا الغليلا قال ابن إسحاق: فلما رجع رزاح إلى بلاده نشره الله ونشر حنا، فهما قبيلا عذرة إلى اليوم.
قال ابن إسحاق: وقال قصي بن كلاب في ذلك:
أنا ابن العاصمين بني لؤي * بمكة منزلي وبها ربيت