(وهمت لما لاقيت بعد مصابه * فأمري عظيم منكر جد منكر) (سأشكو الذي لقيته بعد فقده * إليك شكاة المستضيم المقتر) (وأرجو لما قد مر بي مذ فقدته * فأنت لبثي خير رب مغير) (أتى طاهرا لا طهر الله طاهرا * فما طاهر فيما أتى بمطهر) (فأخرجني مكشوفة الوجه حاسرا * وأنهب أموالي وأخرب أدوري) (يعز على هارون ما قد لقيته * وما مر بي من ناقص الخلق أعور) (فان كان ما أبدى بأمر أمرته * صبرت لامر من قدير مقدر) (تذكر أمير المؤمنين قرابتي * فديتك من ذي حرمة متذكر) فلما قرأها المأمون بكى وقال أنا والله الطالب بثأر أخي قتل الله قتلته.
ولقد أسرف الحسين بن الضحاك في مراثي الأمين وذم المأمون فلهذا حجبه المأمون عنه ولم يسمع مديحه مدة ثم أحضر يوما فقال له أخبرني هل رأيت يوم قتل أخي هاشمية قتلت وهتكت قال لا قال فما قولك:
(ومما شجا قلبي وكفكف عبرتي * محارم من آل النبي استحلت) (ومهتوكة بالخلد عنها سجوفها * كعاب كقرن الشمس حين بدت) (إذا خفرتها روعة من منازع * لها المرط عادت بالخشوع ورنت) (وسرب ظباء من ذؤابة هاشم * هتفن بدعوى خير حي وميت) (أرد يدا مني إذا ما ذكرته * على كبد حرى وقلب مفتت)