فتنة غلبت قلوب الناس، فكيف يكون حالنا إذا هاج هائج أو تحرك متحرك فقال يا احمد صدقت ولكن أخبرك أن الناس على طبقات ثلاث في هذه المدينة ظالم ولا مظلوم، فأما الظالم فلا يتوقع إلا عفونا وأما المظلوم فلا يتوقع إلا أن ينتصف بنا وأما الذي ليس بظالم ولا مظلوم فبيته يسعه وكان الأمر على ما قال.
ذكر عدة حوادث وفيها أمر المأمون بمقاسمة أهل السواد على الخمسين وكانوا يقاسمون على النصف واتخذ الفقير المحم وهو عشرة مكاكيك بالمكوك الهاروني كيلا مرسلا.
وفيها واقع يحيى بن معاذ بابك، فلم يظفر واحد منهما بصاحبه؛ وولى المأمون أبا عيسى أخاه الكوفة وصالحا أخاه البصرة واستعمل عبيد الله بن الحسين بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب [على] الحرمين وحج بالناس عبيد الله [بن الحسن].
وفيها انحدر السيد بن انس الأزدي من الموصل إلى المأمون فتظلم منه